العائد الإقتصادي للمشروعات الزراعية الصغيرة في المناطق الصحراوية "دراسة حالة مشروع عيش الغراب"

        تُعتبر زراعة وإنتاج عيش الغراب في المناطق الصحراوية  أحد المشروعات الصغيرة أومتناهية الصغر, والتي تتصف بدخولها حديثاً إلي الإقتصاد المصري, کما يمکن تحضير البيئة اللازمة لزراعتة من المواد العضوية کلمُخلفات الزراعية  مثل تبين الأرز والقمح, علي الرغم من وجود المزايا النسبية التصديرية للزراعة وإنتاج عيش الغراب في المناطق الصحراوية  إلإ أن نصبيها السوقي ما زال ضئيلاً في السوق العالمي, ويستهدف البحث تقدير العائد الإقتصادي لفطر عيش الغراب کأحد المشروعات الزراعية الصغيرة في المناطق الصحراوية, وذلک من خلال تطور زراعة عيش الغراب في العالم ومصر والقيمة الغذائية والطبية, والموقف العالمي لتجارة هذا الفطر والتوزيع الجغرافي والأهمية النسبية, ويهدف البحث أيضاً ألي تحليل التکاليف ودراسة المشاکل والمعوقات  لمشروع عيش الغراب بالمناطق الصحراوية, وقد اعتمد البحث على مصدريين للبيانات أولها البيانات الثانوية المنشورة من خلال الشبکة العنکبوتية للمعلومات الدولية وثابيها البيانات الأولية  من خلال إستمارة استبيان  لهذا الغرض وثم تجميع 30 إستمارة من المنتج عيش الغراب, 15 مزارعة من مُحافظة جنوب سيناء, و15 مزارع من طريق مصر إسکندرية الصحراوي تتنوع بين السعات المتوسطة والصغيرة, وقد أظهرت الدراسة الميزة النسبية البيئية والمناخية في المناطق الصحراوية في زراعة وإنتاج  ثمار عيش الغراب, حيث تجود زراعتها طوال العام مما ينتج فرص تصديرية کبيرة لها في حالة التوسع في الإنتاج بهدف التصدير, حيث أن الطلب العالمي لعيش الغراب مُستمر طوال العام في حين الموسم الإنتاجي للدول الأوربية المنافسة ينحصر خلال فصل الشتاء فقط, کما أوضحت الدراسة الميزة الإنتاجية المصرية من آجل التصدير في زراعة عيش الغراب من خلال عينة الدراسة, حيث دلت النتائج عند الحالة الأساسية للتحليل المالي والإقتصادي وبإستخدام المعايير الأولية الغير مخصومة أن مؤشرات الربحية تشير إلي تفوق متوسط الربح السنوي في حالة توجية الإنتاج للتصدير حيث بلغ نحو 75450 جنية / طن بالمقارنة بنظيرة بالسوق المحلي والذي بلغ  نحو 44950 جنية / طن وذلک بتکلفة إستثمارية منخفضة نسبية قدرت بنحو 45712 جنية / طن في حالة للسوق المحلي و نحو 46087  جنية / طن في حالة التوجيه للتصدير, وهي تعتبر تکلفة مناسبة من حيث قيمتة کمشروع إستثماري في المناطق الصحراوية بطاقة إنتاجية تبلغ  6,4 طن/ سنة لزراعتها 200متر مربع  بمعدل 8 کجم للمتر بمعدل  1,6 طن تقاوي للدورة الواحدة بمعدل إنتاج أربع دورات, کما أظهرت الدراسة إرتفاع معدل العائد السنوي علي رأس المال المستثمر في کل من توجية إنتاج عيش الغراب في السوق المحلي أو التصدير إلا أن معدل العائد السنوي لرأس المال في حالة التوجيه للتصدير والذي قدر بنحو 164% يفوق نظيرة في حالة السوق المحلي والذي يقدر بنحو98%,  کما أوضحت النتائج ان الکفاءة الإقتصادية وجدوي المشروع وسرعة دوران رأس المال في کل السوقين المحلي والتصدير أي أن مشروع عيش الغراب کمشروع صغير يسترد إستثمارتة قبل مرور سنة أي بعد أربع دورات في حالة توجية الإنتاج إلي السوق المحلي في حين أن فترة الإسترداد في حالة التصدير تبلغ نحو 0,6 أي قبل مرور نصف عام من عمر المشروع تعادل دورتين تقربياً وأقل من عام واحد بالمقارنة بنظيرة في السوق المحلي, کما تبين بالتحليل أن القيمة الحالية للتدفقات النقدية الصافية خلال سنة بلغت في حالة الإنتاج للتصدير نحو 223,924 جنية حيث تفوق نظيرة في حالة توجيه الإنتاج للسوق المحلي حيث بلغت نحو 133,643 جنيه, وبإستخدام معدل العائد الداخلي للحکم علي جدوي زراعة وإنتاح عيش الغراب تبين أن هذا المعدل يفوق تکلفة الفرصة البديلة في کل من توجيه الإنتاج للتصدير أو للسوق المحلي, إلا أنه في حالة توجيه الإنتاج للتصدير معدل العائد الداخلي أعلي وأکفأ إقتصادياً حيث قدر بنحو 163% وهو يفوق نظيره في حالة السوق المحلي والذي بلغ نحو 98% الأمر الذي يعکس جدوي إستخدام المشروع, وعند إجراء تحليل الحساسية  للمشروع فقد دلت المؤشرات إنها إيجابية وتشجع علي التوسع في زراعة وإنتاج ثمار عيش الغراب, کما دلت النتائج بتحقيق دخل سنوي قدر بنحو 24000 جنية / سنة, أوضحت النتائج أن السوق المصرى لعيش الغراب يتمثل فى المطاعم، والقرى السياحية، والکنائس والأديرة أثناء صيام المسيحيين، فضلاً عن شرکات التصنيع الغذائى ومنافذ توزيع الخضر والفاکهه، کما أوضحت الدراسة أن أهم المشکلات الإنتاجية التى تواجه منتجى عيش الغراب يتمثل فى عدم توافر التقاوى بالجودة المناسبة, أرتفاع تکاليف مستلزمات الإنتاج وأجور العاملة الماهرة, وعدم توافر الخبرة المتعلقة بالزراعة ( البسترة ) وعدم توافر مراکز للتدريب, عدم  إختيار المکان المناسب للزراعة من الناحية الفنية فى حين تبين أن أهم المشکلات التسويقية يتمثل فى سرعة تلف ثمار عيش الغراب الطازجة، وترکيز الطلب فى المناطق الحضرية ، وعدم توافر الوعى الإستهلاکى لعيش الغراب فى مصر.