الاحـــتيـــاجــــات التـــدريبيـــة للـــمرشـــدات الزراعــيـــــات في مجـــــال تـــلـــوث البيئــــة في بــعــــض محافظات جمـــهورية مصـــر العـــــربية

قد خلق الله أدم واستخفه في الأرض ليعمرها وهيأ له بيئة نظيفة خالية من التلوث ولکن أبناء أدم على مر العصور لوثوا البيئة المحيطة بهم عن قصد أو عن غير قصد فلذلک أصبح التلوث مشکلة کبيرة أعطيت الکثير من الاهتمام بالنظر لآثارها السلبية في نوعية الحياة البشرية، فالملوثات تصل الى جسم الإنسان في الهواء الذي يستنشقه وفي الماء الذي يشربه وفي الطعام الذي يأکله والتلوث البيئي من أهم المشکلات التي تعاني منها معظم المجتمعات وخاصة المجتمعات النامية وکل ذلک نتيجة غياب الوعي البيئي ولذلک يقر الجميع بالحاجة الماسة لخلق تربية بيئية، ووعي بيئي، وثقافة بيئية لدى عامة الشعب لإدراک أهمية البيئة وضرورة المحافظة على مقوماتها، وغرس السلوک الإنساني السليم،، ولأهمية دور الإرشاد في التنمية الشاملة ولاعتباره أحد النظم التعليمية المتميزة التي تهدف إلي إحداث تغييرات سلوکية مرغوبة في معارف ومهارات وقيم واتجاهات المسترشدين لذلک لابد من وجود إرشاد زراعي قوي ويعتبر کلا من المرشدين والمرشدات وسيلة وأداة الإرشاد الزراعي في تحقيق أهدافه، لذا تبرز أهمية تنمية قدراتهم من خلال الارتقاء بمستوياته المعرفية والأدائية، وتحديث إمکانياته وقدراته الفکرية والمهارية ودعم اتجاهاته بما يتمشى مع مختلف التغييرات المحلية والعالمية وبما يضمن مسايرته لرکب الحضارة والتقدم وذلک من خلال تدريبهم وإحاطتهم بکل مستحدث بوصفهم المنفذون الفعلين للبرامج والأنشطة الإرشادية علي المستوي المحلي وعليهم يقع عب التعليم والاتصال المباشر بالمسترشدين وحلقة الوصل بين الزراع ومنظمات البحث العلمي الزراعي . وهذا يتوقف علي تحديد وقياس الاحتياجات التدريبية لهؤلاء المسترشدين وحصرها وتصنيفها وفقا لأولويتها وبالتالي بناء البرامج التدريبية المناسبة لمعالجة أوجه النقص المعرفي والمهارى والفني لديهم .
ونظرا لأهمية دور المرشدات الزراعيات في عملية الاتصال لأنها تعتبر الوسيلة الوحيدة للوصول إلي نصف المجتمع وهذا يوضح أهمية توفير الخدمات الإرشادية للمرآة الريفية مع ضرورة تواجد الجهاز الإرشادي النسائي المؤهل فنيا ومهنيا لإرشاد ورفع کفاءة المرأة الريفية لذلک أجري هذا البحث بهدف تحديد الاحتياجات التدريبية للمرشدات الزراعيات في مجال تلوث البيئة وتم ذلک من خلال عمل اختبار معلومات للمبحوثات يتضمن الموضوعات الاتية : التلوث الغذائي- التلوث الهوائي- التلوث المائي، وکذلک تتضمن أهداف البحث تحديد العلاقة بين درجة الاحتياج التدريبي للمرشدات الزراعيات وبين المتغيرات المستقلة المدروسة، والتي تشمل السن، والحالة الزواجية، والنشأة، ومکان الاقامة، وعدد سنوات الخدمة في قطاع الزراعة، وعدد سنوات الخدمة في العمل الارشادي، والمؤهل الدراسي، أقدمية التخرج، والحصول علي دورات تدريبية في مجال تلوث البيئة، ومدة التدريب باليوم في مجال البيئة، وکمية المعلومات المتاحة في الدورة في مجال تلوث البيئة، ودرجة الاستفادة من الدورة في مجال تلوث البيئة، ودرجة التعرض لمصادر المعلومات في مجال البيئة، ودرجة الاستفادة من مصادر المعلومات في مجال تلوث البيئة، ودرجة الرضا الوظيفي، ودرجة التجديدية، والاتجاه نحو التدريب، ودرجة دافعية الانجاز، ودرجة الانفتاح الثقافي والحضاري .
تمثلت شاملة البحث في جميع المرشدات الزراعيات في المحافظات الثلاثة الدقهلية، بني سويف، أسيوط . والبالغ عددهن 134 مرشدة زراعية وقد تم تحديد تلک المحافظات الثلاث باختيارهم بطريقة عشوائية علي إن يراعي اختيار تلک المحافظات بتمثيل واحدة من وجه بحري وأخري من مصر الوسطي والثالثة من الوجه القبلي وبلغت نسبه شاملة البحث من إجمالي شاملة المرشدات الزراعيات بالجهاز الوظيفي للإرشاد الزراعي 12%.وتم جمع البيانات المطلوبة ميدانيا عن طريق استمارة استبيان بالمقابلة الشخصية، وتم تحليل بيانات البحث احصائيا وعرضها عن طريق العرض الجدولي بالتکرار، والنسب المئوية، والمتوسط الحسابي، والانحراف المعياري، والمدي کما تم استخدام مربع کاي لدراسة العلاقة بين المتغيرات المستقلة الاسمية وبين المتغير التابع، کذلک تم استخدام اختبار معامل الارتباط البسيط لدراسة العلاقة بين المتغيرات المستقلة الکمية فقط والمتغير التابع.
وقد أظهرت نتائج البحث فيما يتعلق بدرجة الاحتياج التدريبي للمرشدات الزراعيات في مجال تلوث البيئة إن ما يقرب من نصف المبحوثات (46.3%) وقعن في فئة الاحتياج المتوسط، وأن أکثر من ثلث المبحوثات(37.3%) کن في فئة الاحتياج المنخفض، بينما کانت أقل الفئات ممن کن في فئة الاحتياج المرتفع، حيث بلغت نسبتهن (16.4%).کما اتضح أن هناک علاقة معنوية بين الاحتياج التدريبي للمرشدات الزراعيات کمتغير تابع وبين المتغيرات المستقلة التالية : کمية المعلومات المتاحة في الدورة في مجال تلوث البيئة، ودرجة الاستفادة من الدورة في مجال تلوث البيئة، ودرجة التعرض لمصادر المعلومات في مجال تلوث البيئة، ودرجة التجديدية، والاتجاه نحو التدريب، ودرجة دافعية الانجاز، ودرجة الانفتاح الثقافي.